تبدو المنافسة بين المنتخب الإسباني والمنتخب الإيطالي في الجولة الأولى للمجموعة الثالثة، مواجهة محسومة للمنتخب الإسباني، لما يعانيه الطليان من أزمات متعلقة بالفساد، وللحالة العالية التي يبدو فيها "لا فوريا روخا" سواء منذ تتويجه بلقب العالم، أو فيما بعد في المباريات الودية التي حقق فيها العلامة الكاملة.
ويبدأ المنتخب الإسباني حملته نحو تحقيق انجاز الثلاثية التاريخية في غدانسك، وبعد أن تمكن المنتخب الإسباني من أن يصبح ثاني بلد فقط بعد ألمانيا الغربية (كأس أوروبا 1972 وكأس العالم 1974) يتوج بكأس أوروبا ثم يضيف إليه كأس العالم بعد عامين، ها هو يبدأ مشواره في كأس أوروبا 2012 واضعا نصب عينيه تحقيق انجاز أن يصبح أول منتخب يتوج بثلاثية كأس أوروبا - كأس العالم - كأس أوروبا.
ولكن الإسبان قد يصطدمون بطموح طلياني لمحو الصورة الذهنية السيئة التي ترتبت على خروجهم من الدور الأول لكأس العالم في جنوب أفريقيا 2010، وأيضا خروجهم من ربع نهائي كأس أوروبا 2008 على يد المنتخب الإسباني الذي نجح في إقصاء الآزوري بضربات الجزاء الترجيحية بعد التعادل السلبي في وقت المباراة الأصلي.
وتبدو ايطاليا المتجددة قادرة على مفاجأة أبطال العالم كما فعلت في 10 آب/أغسطس الماضي عندما تغلبت عليهم وديا في باري 2-1 في مباراة تسيدها "الآزوري" وكان بإمكانه أن ينهيها لمصلحته بفارق اكبر من الأهداف.
وتبدو إسبانيا وايطاليا اللتان تتواجهان للمرة الرابعة في النهائيات القارية بعد 1980 (تعادلا صفر-صفر في الدور الأول) و1988 (فازت ايطاليا 1-صفر في الدور الأول) والسادسة والعشرين في مجمل لقاءاتهما (8 انتصارات لايطاليا و7 لإسبانيا مقابل 10 تعادلات)، مرشحتين "على الورق" للحصول على بطاقتي المجموعة وخصوصا "لا فوريا روخا" لأن باستطاعته تخطي عقبة كرواتيا وايرلندا، في حين أن "الآزوري" يعاني أمام الفرق "الأقل شأنا" منه كما يظهر تاريخه في الدور الأول من كأس العالم أو كأس أوروبا.
وقد يعتمد الآزوري على دافع الفضائح، حيث تورط الطليان في فضيحتين عامي 1980 و2006 مع "توتونيرو" و"كالتشيوبولي"، والمتعلقتين بالتلاعب في النتائج بالدوري المحلي، لان "الآزوري" تمكن بعدهما من الفوز بكأس العالم عام 1982 بفضل الهداف باولو روسي الذي أوقف لثلاثة أعوام بسبب تورطه بهذه الفضيحة ثم تم تخفيف العقوبة إلى عامين من أجل السماح له بالمشاركة في العرس العالمي الذي توج هدافا له، وعام 2006 الذي شهد إنزال يوفنتوس إلى الدرجة الثانية، كما كانت حال ميلان عام 1980، إضافة إلى تجريده من لقبي الدوري لعامي 2005 و2006.
وهذه المرة يدخل الطليان وهم متورطون في فضيحة "كالتشوكوميسي"، وهو ما يعطيهم دفعة بـ"سلاح الفضائح" قبل الدخول في يورو 2012.